
سَلوا قَلبي غَداةَ سَلا وَتَابا **** لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا
وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ **** فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا؟
وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَومًا **** تَوَلّى الدَمعُ عَن عيْني الجَوابا
وَلي بَينَ الضُّلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ **** هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَّبابا
تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى **** وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا
وَلَو خُلِقَتْ قُلوبٌ مِن حَديدٍ **** لَما حَمَلَتْ كَما حَمَلَ العَذابا!
وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِمْ سُلافًا **** بوَصلٍ كانَ مِن قِصَرٍ حَبابا
كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ **** إِذا تَدعوهُ ذِكرى الصبِّ ذابا
وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي **** كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصِّحابا
فَمَن يَغتَرُّ بِالدُّنيا فَإِنّي **** لَبِستُ بِها فَأَبلَيْتُ الثِّيابا
جَنَيْتُ بِرَوْضِها وَرْدًا وَشَوْكاً **** وَذُقتُ بِكَأسِها شَهْدًا وَصابا
فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللهِ حُكمًا **** وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا
وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ **** وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ **** إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا
وما نيْل المطالب بالتمنّي **** ولكن تُؤخذ الدّنيا غِلابا
شعـر: أمير الشعـراء أحمـد شـوقي
ألحان: الموسيقار رياض السنباطي
غناء: الشيخ سيدي فوزي الصديقي
0 Comments